Mirror Duaa

Mirror Duaa

Mirror Duʿāʾ 

Question

Is there any masnūn duʿāʾ (supplication) to be read whilst looking in the mirror?

بسم الله الرحمن الرحیم

Answer

There is an authentic narration transmitted by the companions ʿĀʾishah (d. 58/678) and ʿAbdullāh ibn Masʿūd (d. 32/653) (may Allah be pleased with them) that the Prophet ﷺ would say:

اللهُمَّ أحسَنتَ خَلقِي فَأحسِن خُلُقِي

O Allah, You have perfected my creation, so perfect my character.

Imam Ṭaḥāwī (d. 321/933) explains that character here is a reference to dīn, so the meaning is, ‘perfect my faith and inner’.

This narration makes no reference to the mirror. However, there are several narrations transmitted by several companions which mention that when Prophet ﷺ would look at the mirror, he would recite a supplication, the wording of which is similar to the above, although different variations exist in the various narrations. All these narrations that mention the mirror are extremely weak and therefore unable to corroborate each other.

Thus, the aforementioned duʿāʾ is a masnūn duʿāʾ which should be read generally, without restricting it to when looking in the mirror.

روي الدعاء المأثور “اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي” من حديث عائشة وابن مسعود بأسانيد جيدة من غير غير ذكر النظر في المرآة:۔

فحديث عائشة رواه أحمد (٢٤٣٩٢ و٢٥٢٢١): حدثنا أسود، حدثنا إسرائيل، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أحسنت خلقي، فأحسن خلقي، انتهى. قال المنذري في الترغيب والترهيب (٣/٢٧٥): رواته ثقات، انتهى. وجود العراقي في تخريج الإحياء (ص ٨٣٨) سنده. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/٢٠): رجاله رجال الصحيح، انتهى. ورواه البيهقي في الدعوات الكبير (٤٨٨) والشعب (٨١٨٤) من طريق إسرائيل، ثم قال في الدعوات: وروي بإسناد آخر ضعيف عن عائشة، وفيه زيادة النظر في المرآة، انتهى. وسيأتي۔

وحديث ابن مسعود رواه أحمد (٣٨٢٣) وابن أبي شيبة في مسنده (٣٦٧) والطيالسي (٣٧٢) وهناد بن السري في الزهد (٢/٥٩٩) وأبو يعلى (٥٠٧٥ و ٥١٨١) والطحاوي في مشكل الآثار (١١/٢٥٤) والطبراني في الدعاء (٤٠٤ و ١٤٠٧) والبيهقي في الشعب (٨١٨٣) والقضاعي في مسنده (١٤٧٣) والمزي في تهذيب الكمال (٢٢/٤٣٣) وصححه ابن حبان (٩٥٩) من طريق عاصم الأحول، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم أحسنت خلقي، فأحسن خلقي، انتهى. قال الطحاوي: ومعناه عندنا والله أعلم: فأحسن ديني، انتهى. وجود العراقي في تخريج الإحياء (ص ٨٣٨) سند أحمد، وسكت ابن حجر في الفتح (١٠/٤٥٦) عن تصحيح ابن حبان. وقال الهيثمي (١٠/١٧٣): رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح، وهو ثقة، انتهى. وأسند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/٢٥) توثيقه عن ابن معين، وأورده ابن حبان في الثقات (٧/٢٩٨)، وقال الدارقطني: شبه مجهول، لا يروي عنه غير عاصم، لا يحتج به لكن يعتبر به، كذا في سؤالات البرقاني (ص ٥٥). ولذا قال ابن حجر في التقريب (ص ٤٣٣): مقبول، انتهى. والمختصر أنه حسن الإسناد، صحيح بشاهده المذكور۔

ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (٩) ومن طريقه القضاعي في مسنده (١٤٧٢) عن عاصم الأحول عن عوسجة عن ابن أبي الهذيل عن أبي مسعود البدري، والظاهر أنه وهم، ثم رأيت العراقي نبه عليه في تخريج الإحياء (ص ٩٣١) قال: إنما هو ابن مسعود أي عبد الله، هكذا رواه ابن حبان في صحيحه، ورواه أحمد من حديث عائشة، انتهى۔

وأما الدعاء عند النظر في المرآة

فروي من حديث ابن عباس وعلي بن أبي طالب وعائشة وأنس وأبي هريرة ومحمد بن علي بن الحسين:۔

فحديث ابن عباس

رواه أبو يعلى الموصلي (٢٦١١) ومن طريقه ابن حبان في المجروحين (٣/١١٦) وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٦٤) وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي وآدابه صلى الله عليه وسلم (٥٣١) والبغوي في الأنوار في شمائل النبي المختار (١٠٨٦) وأبو القاسم التيمي في الترغيب والترهيب (١٢٠٣) وابن عساكر في تاريخه (٤/٦١): حدثنا عمرو بن حصين، حدثنا يحيى بن العلاء، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي، وزان مني ما شان من غيري، انتهى. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (١٠٧٦٦) عن الحسين بن إسحاق التستري وحجاج بن عمران، وفي الدعاء (٤٠٢) عن الحسين، عن عمرو بن الحصين به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/١٧١): رواه أبو يعلى، وفيه عمرو بن حصين، وهو متروك، انتهى. وعزاه الهيثمي في موضع آخر (١٠/١٣٩) للطبراني وأعله بعمرو بن حصين. ولم يذكر أن شيخه يحيى بن العلاء كذاب رمي بالوضع. قال الذهبي في تاريخه (٤/٥٤٢): لعل آفته عمرو بن الحصين، انتهى. وراجع الإتحاف للبوصيري (٤/٥٢٣ و ٥٣٩ و ٦/١٦)۔

وأما حديث علي بن أبي طالب

فرواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (١٦٣): أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا الحسين بن أبي السري، ثنا محمد بن الفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله، اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي، انتهى. الحسين بن أبي السري ضعيف ورمي بالكذب، وعبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، قال أحمد: ليس بشيء، منكر الحديث، انتهى. وقال ابن حبان في المجروحين (٢/٥٤): كان ممن يقلب الأخبار والأسانيد وينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يحل الاحتجاج بخبره، انتهى. وقال الذهبي في الميزان (٤/٢٦٥): النعمان بن سعد [ت] عن علي رضي الله عنه، ما روى عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد الضعفاء، وهو ابن أخته، انتهى. وقال أبو داود في سؤالاته (ص ٢٨٧): سمعت أحمد قال: النعمان بن سعد الذي يحدث عن علي مقارب الحديث لا بأس به، ولكن الشأن في عبد الرحمن بن إسحاق، له أحاديث مناكير، انتهى. والنعمان بن سعد أورده ابن حبان في الثقات (٥/٤٧٢)، وقد نبهت في “ذخيرة العقبى في التكبيرة الأولى” وكذا في “العناية في تحقيق الأحاديث الغريبة في الهداية” أن ابن حبان يورد في الثقات من ترجم لهم البخاري في التاريخ الكبير، وقد ترجم البخاري فيه (٨/٧٨) للنعمان بن سعد ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، قال: يعد في الكوفيين، لم يرو عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق، انتهى۔

وأما حديث عائشة

فرواه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي وآدابه صلى الله عليه وسلم (٥٢٧) ومن طريقه البغوي في الأنوار في شمائل النبي المختار (١٠٨٩): حدثنا محمد بن خلف وكيع، نا الحسن بن السكن القرشي، نا أبان بن سفيان، نا أبو هلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي، انتهى. ورواه ابن المظفر في غرائب مالك بن أنس (١٦٦) ومن طريقه الخطيب في تلخيص المتشابه (٢/٦٣٨) عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن طازاذ، عن محمد بن عبد الوهاب الدعلجي، عن أبان بن سفيان به، وزاد في آخره: وأوسع علي رزقي. قال البغوي (١٠٨٩): وأبان بن سفيان ضعيف، انتهى. قال ابن حبان في المجروحين (١/٩٩): يروي عن الفضيل بن عياض وثقات أصحاب الحديث أشياء موضوعة، روى عنهم فأكثر، انتهى. وقال الدارقطني في الضعفاء والمتروكون (١/٢٥٨): متروك، انتهى. وراجع تذكرة الحفاظ لأبي الفضل محمد بن طاهر (ص ١٢) والميزان (١/٧) واللسان (١/٢٢٢). وقال الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (ص ٤٦): وقيل: إن أبا هلال هذا هو يعلى بن هلال، ويعلى متروك الحديث، انتهى. كذا في المطبوع بالياء، والمشهور معلى بالميم۔

وقد تابعه مسلمة بن علي عن هشام، رواه البيهقي في الدعوات الكبير (٤٨٩): حدثناه أبو الحسن العلوي إملاء، أنبأنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي، حدثنا عبد الله بن حماد الآملي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا مسلمة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله، اللهم كما أحسنت خلقي، فأحسن خلقي، انتهى. وضعفه البيهقي كما تقدم. قلت: ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/٢٦٨) في ترجمة مسلمة بن علي الخشني أن سليمان بن عبد الرحمن روى عنه، ثم أسند عن دحيم وابن معين مفرقا قالا في مسلمة: ليس بشيء، وعن أبي حاتم وأبي زرعة: منكر الحديث. وقال النسائي في الضعفاء (ص ٩٧): متروك الحديث، انتهى. وقال الدارقطني في علله (٨/١٢٦): متروك، انتهى. وقال الذهبي في الميزان (٤/١٠٩): واه، انتهى۔

وأما حديث أنس

فروي من طريق ثمامة، والزهري، ورجل من آل أنس:۔

فحديث ثمامة رواه الطبراني في الدعاء (٤٠٣): حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا العباس بن بكار الضبي، ثنا أبو بكر الهذلي، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي خلقني وأحسن خلقي، وزان مني ما شان من غيري، انتهى. قال العقيلي في الضعفاء الكبير (٣/٣٦٣) في ترجمة العباس بن بكار: الغالب على حديثه الوهم والمناكير، انتهى. وقال ابن عدي في الكامل (٦/٦): منكر الحديث عن الثقات وغيرهم، انتهى. وقال الدارقطني في الضعفاء والمتروكون (ص ٢/١٦٧): كذاب، انتهى. وراجع الميزان (٣/٢٨٢) واللسان (٤/٢٠٢). وأبو بكر الهذلي متروك، قال ابن حبان في المجروحين (١/٣٥٩): يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات، انتهى۔

وقد تابعه عبد الله بن المثنى، رواه البزار (٧٣٢٢): حدثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد، حدثنا داود بن المحبر، حدثنا عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي وأحسن صورتي وأزان مني ما شان من غيري. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وداود بن المحبر لم يكن بالحافظ، انتهى. وفيه أنه روي بغير هذا الوجه. وسليمان بن خلاد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/١١٠): كتبت عنه مع أبي وهو صدوق، انتهى. وداود بن المحبر قال الهيثمي (١٠/١٣٩): هو ضعيف جدا، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله ثقات، انتهى. وقال البخاري في التاريخ الكبير (٣/٢٤٤): منكر الحديث، قال أحمد: شبه لا شيء، لا يدري ما الحديث، انتهى. وقال ابن حبان في المجروحين (١/٢٩١): وكان يضع الحديث على الثقات ويروي عن المجاهيل المقلوبات، انتهى. وقال ابن حجر في التقريب (ص ٢٠٠): متروك، وأكثر كتاب العقل الذي صنفه موضوعات، انتهى۔

وحديث الزهري رواه الطبراني في الأوسط (٧٨٧): حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال: نا سلم بن قادم قال: نا هاشم بن عيسى البري، عن الحارث بن مسلم، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وصور صورة وجهي فحسنها، وجعلني من المسلمين. ورواه ابن أبي الدنيا في الشكر (١١٩) وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٦٥) وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي وآدابه صلى الله عليه وسلم (٥٣٢) والبيهقي في الدعوات الكبير (٤١٤٤) والخطيب في الجامع (٩٠٨) بأسانيدهم إلى سلم بن قادم به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الحارث بن مسلم، ولا عن الحارث إلا هاشم بن عيسى، تفرد به سلم بن قادم، انتهى. وضعف العراقي في تخريج الإحياء (ص ٣٩٠) سند الطبراني وابن السني. وقال الهيثمي (١٠/١٣٩): فيه هاشم بن عيسى البزي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، انتهى. كذا قال، ولم أقف على الحارث بن مسلم. أما هاشم بن عيسى فقال العقيلي في الضعفاء الكبير (٤/٣٤٣): هاشم بن عيسى اليزني الحمصي عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، منكر الحديث، وهو وأبوه مجهولان بالنقل، انتهى. وكناه العقيلي أبا معاوية اليزني، وأورد له من رواية سلم بن قادم عنه حديثا وقال: وسائر الكلام غير محفوظ. وقال الذهبي في الميزان (٤/٢٨٩): لا يعرف، انتهى. وسلم بن قادم وثقه ابن معين كما في سؤالات ابن الجنيد (ص ٢٨١) والخطيب في تاريخه (١/٤٠٩). وقال ابن حبان في الثقات (٨/٢٩٧): يخطئ، انتهى۔

وحديث رجل من آل أنس، رواه المروزي في زوائد الزهد (١١٧٤): أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: أخبرنا عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك قال: حدثني رجل من آل أنس بن مالك، أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول المرآة فينظر فيها، ويقول: الحمد لله أكمل خلقي، وحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري، انتهى. وفيه رجل لم يسم، ولعله ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك لما تقدم، لكنه يحتاج إلى التصريح، والله أعلم۔

وأما حديث أبي هريرة

فرواه ابن الصواف، عن العباس بن أحمد الوشاء، ثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم، ثنا عمرو بن جميع، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عائشة وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر في المرآة قال: اللهم كما حسنت خلقي فأحسن خلقي، وحرم وجهي على النار، كذا في الجزء الثالث من فوائد أبي علي الصواف (ص ٢٣، المكتبة الشاملة). وعزاه ابن الإمام في سلاح المؤمن (ص ٤٦٦) وابن مفلح في الآداب الشرعية (٢/٢٠٤) والفروع (١/١٥٤) إلى ابن مردويه في كتاب الأدعية من حديث أبي هريرة وعائشة، ولم يذكرا سنده. وسند ابن الصواف معلول بعمرو بن جميع، متفق على تركه كما في تاريخ الذهبي (٤/٩٣٥)، قال ابن معين في تاريخه رواية الدوري (٣/٤٦٢): كان كذابا خبيثا. وقال النسائي (ص ٢٩): متروك، انتهى. وكذا قال الدارقطني كما في تاريخ بغداد (١٤/٩٣). وقال ابن حبان في المجروحين (٢/٧٨): كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات والمناكير عن المشاهير، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على سبيل الاعتبار، انتهى. وقال ابن عدي في الكامل (٦/١٩٩): كان يتهم بالوضع، انتهى. وقال البخاري: منكر الحديث، كذا في الميزان (٣/٢٥١). والراوي عنه أبو إبراهيم الترجماني لا بأس به، كذا في التقريب (ص ١٠٥). والراوي عنه العباس بن أحمد الوشاء قال الخطيب في تاريخه (١٤/٤٠): كان أحد الشيوخ الصالحين، انتهى۔

وأما حديث محمد بن علي بن الحسين

فرواه ابن أبي الدنيا في الشكر (١٧٧) ومن طريقه البيهقي في الشعب (٤١٤٥): حدثنا علي بن شعيب، ثنا ابن أبي فديك، قال: بلغني عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وخلقي، وزان مني ما شان من غيري، انتهى. هذا مرسل، وفيه انقطاع بين ابن أبي فديك وجعفر بن محمد۔

والحاصل أن جميع ما روي بذكر النظر في المرآة ضعيف جدا، لا يقوي بعضها بعضا. قال ابن الصلاح في المقدمة (ص ٨٤): اعلم أنه قد يدخل في باب المتابعة والاستشهاد رواية من لا يحتج بحديثه وحده، بل يكون معدودا في الضعفاء، وفي كتابي البخاري ومسلم جماعة من الضعفاء ذكراهم في المتابعات والشواهد، وليس كل ضعيف يصلح لذلك، ولهذا يقول الدارقطني وغيره في الضعفاء: فلان يعتبر به وفلان لا يعتبر به، انتهى. وقال ابن عبد الهادي في رسالته في الأحاديث الضعيفة التي يتداولها الفقهاء وغيرهم المطبوعة في مجموع رسائله (ص ٨٩): والأحاديث التي يحتوي عليها هذا الجزء جميعها مشترك في الضعف المانع من الاحتجاج على الانفراد، لكن بعضها يصلح للمتابعة والاستشهاد والاعتبار والاعتضاد، لأن ضعفه يسير، وبعضها لا يصلح لذلك، لشدة ضعفه أو عدم إسناده بالكلية، انتهى۔

وأما ما روى الطبراني في الدعاء (٤٠٥): حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد، ثنا الوَضِين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد قال: إن الله عز وجل أدخل رجلا الجنة بكثرة نظره في المرآة وحمد الله على حسن خلقه، فشكر الله تعالى له فأدخله الجنة، انتهى. فهو من كلام يزيد بن مرثد وهو تابعي، وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد، قال الذهبي في الميزان (٢/٥٤٣): لين، انتهى. وقال البخاري في التاريخ الكبير (٦/١٢٥): منكر الحديث، انتهى. قال البخاري في الأوسط:  كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه، كذا نقله ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٢/٢٦٤ و ٣/٩٣ و ٣٧٧ و ٤/٢١٣ و ٥/١٤٤ و ١٤٩) وعنه الذهبي في الميزان (١/٦)، ونقله التاج السبكي في “طبقاته” (٢/٢٢٤) وقال: وأبلغ تضعيفه قوله في المجروح منكر الحديث، انتهى. وقال ابن حجر في اللسان (١/٢٢٠): وهذا القول مروي بإسناد صحيح، عن عبد السلام بن أحمد الخفاف، عن البخاري، انتهى. وراجع الرفع والتكميل (ص ١٩٩). وشيخه الوضين بن عطاء قال في التقريب (ص ٤٨١): صدوق سيء الحفظ ورمي بالقدر، انتهى۔

فائدة: لم أجد استعمال النبي صلى الله عليه وسلم المرآة ونظره إليها في كتب الأحاديث إلا ما تقدم، وقد علمت حالها، وأما ما روى الطبراني في الكبير (١١٢٠٨) وابن حبان في المجروحين (٢/١٠٨) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (١/٢٩٣) عن ابن عباس قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف محلى قائمته من فضة، الحديث الطويل، وفيه: وكانت له مرآة تسمى المدلة، فقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، وفيه آفات، منها: عبد الملك وهو العرزمي، وقد تركه شعبة، ومنها علي بن عروة، قال يحيى: ليس بشيء، وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث، ومنها عمر بن عبد الرحمن، وقد قدحوا فيه، انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه (٨/٣٨١) بعد أن ذكر رواية الطبراني: وهذا غريب جدا، انتهى۔

Allah knows best

Yusuf Shabbir

17 Rajab 1441 / 11 March 2020

Approved by: Mufti Shabbir Ahmad and Mufti Muhammad Tahir