Ḥadīth regarding not teaching women to write
Question
Is the following ḥadīth which appears to suggest that women should not be taught to write authentic?
لا تنزلوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن المغزل وسورة النور
بسم الله الرحمن الرحیم
Answer
The narration according to most ḥadīth experts is not authentic. There is no authentic ḥadīth that suggests that women should not be taught to write. There are authentic ḥadīths that affirm the opposite.
هذا الحديث رواه عبد الوهاب بن الضحاك ومحمد بن إبراهيم الشامي كلاهما عن شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا، وهو حديث موضوع، نص عليه غير واحد ودونك تفصيله۔
فأما حديث عبد الوهاب بن الضحاك فقال الحاكم في المستدرك (٣٤٩٤): حدثنا أبو علي الحافظ، أنبأ محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة، يعني النساء، وعلموهن المغزل وسورة النور. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، انتهى. وظاهر كلام البيهقي الآتي يشعر أنه غير منكر وأنه يوافق شيخه الحاكم، ولكن قال الذهبي في تلخيصه: بل موضوع، انتهى. وقال ابن حجر في إتحاف المهرة (١٧/٣٤٤): بل عبد الوهاب متروك، وقد تابعه محمد بن إبراهيم الشامي عن شعيب بن إسحاق. وابن إبراهيم رماه ابن حبان بالوضع. وقد روي من حديث حفص القاري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، انتهى. وعبد الوهاب بن الضحاك، قال البخاري في التاريخ الكبير (٦/١٠٠): عنده عجائب، انتهى. وترك أبو حاتم حديثه والرواية عنه وقال: كان يكذب، كذا في الجرح والتعديل (٦/٧٤). وقال ابن حبان في كتاب المجروحين (٢/١٤٨): كان يسرق الحديث ويرويه، ويجيب فيما يسأل، ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار، انتهى. ولعله سرقه من محمد بن إبراهيم الشامي۔
وأما حديث محمد بن إبراهيم الشامي فرواه ابن حبان في كتاب المجروحين (٢/٣٠٢) عن الحسن بن سفيان، والطبراني في الأوسط (٥٧١٣) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، والثعلبي (٧/٦٢) والبغوي (٦/٦٨) في تفسيريهما عن سليمان بن توبة أبي داود الأنصاري، والبيهقي في الشعب (٤/٩٠) عن مطين، والمستغفري في فضائل القرآن (٨٣٩) عن أبي الدرداء عبد العزيز بن منيب، والخطيب في تاريخه (١٦/٣٢٨) وابن الجوزي في الموضوعات (٢/٢٦٩) عن أبي زكريا الدقاق، والواحدي في تفسيره (٣/٣٠٢) عن محمد بن عبد الله بن مسلم الحضرمي، كلهم عن محمد بن إبراهيم الشامي. قال ابن حبان في أول ترجمة محمد بن إبراهيم: شيخ كان يدور بالعراق ويجاور عبادان، يضع الحديث على الشاميين، أخبرنا عنه أبو يعلى والحسن بن سفيان وغيرهما، لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار، انتهى. وقال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة (ص ٢٤٨): فيه محمد بن إبراهيم الشامي يضع، انتهى. وذكر الذهبي في الميزان (٣/٤٤٦) حديثه هذا ثم قال: قلت: صدق الدارقطني رحمه الله، وابن ماجة فما عرفه، انتهى. وذكر قول الدارقطني فيه أنه كذاب. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا شعيب بن إسحاق، تفرد به محمد بن إبراهيم، انتهى. وتقدم أنه تابعه عبد الوهاب بن الضحاك. وقال البيهقي: وهذا بهذا الإسناد منكر، انتهى. وقد رواه البيهقي قبله عن الحاكم بسنده المذكور، فكأنه أشار إلى عدم نكارته بسند الحاكم، وهذا تساهل من البيهقي. قال ابن الجوزي بعد أن ذكر حديث محمد بن إبراهيم الشامي: هذا الحديث لا يصح، وقد ذكره أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في صحيحه، والعجب كيف خفي عليه أمره، انتهى۔
وأما حديث ابن عباس المذكور في كلام ابن حجر فرواه ابن الجوزي في الموضوعات (٢/٢٦٨) من طريق ابن عدي في الكامل (٢/٣٩٥) قال حدثنا جعفر بن سهل، حدثنا جعفر بن نصر، حدثنا حفص، حدثنا ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعلموا نساءكم الكتابة، ولا تسكنوهن العلالي. وبإسناده: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير لهو المؤمن السباحة وخير لهو المرأة المغزل. قال ابن عدي: وهذان الحديثان ليس لهما أصل في حديث حفص بن غياث. وقال: ولجعفر بن نصر غير ما ذكرت من الأحاديث موضوعات على الثقات. وقال: حدث عن الثقات بالبواطيل وليس بالمعروف، انتهى. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، انتهى. يعني أنه غير ثابت كما قررته غير مرة أجوبتي. وحكم الذهبي في الميزان (١/٤١٩ – ٤٢٠) أن حديث ابن عباس هذا باطل۔
وقال العظيم آبادي في عون المعبود (١٠/٢٦٩): هذه الروايات كلها ضعيفة جدا بل باطلة، لا يصح الاحتجاج بها بحال، انتهى۔
وذهب الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٣/٨٢) إلى ثبوت الحديث، قال: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتابة. حذرهم ذلك، لأن في إسكانهن الغرف تطلعا إلى الرجال، وليس في ذلك تحصين لهن ولا ستر، فإنهن لا يملكن أنفسهن حتى يشرفن على الرجال، فيحدث البلاء والفتنة، فحذرهم أن يجعلوا لها ذريعة إلى الفتنة، وهو كما قال عليه السلام: ليس للنساء شيء خير لهن من أن لا يراهن الرجال ولا يرين الرجال، لأنها خلقت من الرجال، فهمتها فيه، وخلق في الرجل الشهوة، فجعلت سكنا له، فغير مأمون كل واحد منهما في صاحبه. وكذلك تعليم الكتابة ربما كانت سببا للفتنة، وكتبت إلى من تهوى، وفي الكتابة عين من العيون، به يبصر الشاهد الغائب، وفي ذلك تعبير عن الضمير بما لا ينطق به اللسان، فهو أبلغ من اللسان، فأحبَّ عليه السلام أن يقطع عنهن أسباب الفتنة تحصينا لهن وطهارة لقلوبهن، انتهى۔
ولكن هذا على تقدير ثبوته، ولم يثبت. والحكيم الترمذي أورد أحاديث لا أصل لها في كتبه. نقل ابن العديم عن أئمة الفقهاء والصوفية أنه ملأ كتبه بالأحاديث الموضوعة وحشاها بالأخبار التي ليست بمروية ولا مسموعة، كذا في اللسان (٧/٣٨٦)۔
وقد وردت دلائل كثيرة على جواز تعليم النساء الكتابة، أطال فيها العظيم آبادي في رسالته عقود الجمان في جواز الكتابة للنسوان، وذكر طرفا منها في عون المعبود (١٠/٢٦٧). ومن جملة ما استدل به ما روى أبو داود (٣٨٨٧) عن الشفاء بنت عبد الله، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة، انتهى. صحح النووي في شرح المهذب (٩/٦٥) سنده. وبه استدل غير واحد على جواز تعليم النساء الكتابة، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (٣/٢٩٦): قال الأثرم: قال إبراهيم: بهذا حدث أو حدثت به أحمد بن حنبل فقال: هذا رخصة في تعليم النساء الكتابة، ذكره الخلال في الأدب. وقال الشيخ مجد الدين في المنتقى: وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة. وقال ابن مفلح في أول الباب: ظاهر كلام الأكثرين أن الكتابة لا تكره للمرأة كالرجل، وذكره ابن عقيل في الفنون، وهو ظاهر المنقول عن الإمام أحمد رضي الله عنه، انتهى. وقال الخطابي في معالم السنن (٤/٢٢٧): وفي الحديث دليل على أن تعليم الكتابة للنساء غير مكروه، انتهى. وقال ابن القيم في زاد المعاد (٤/١٧٠): وفي الحديث دليل على جواز تعليم النساء الكتابة، انتهى. وجمع ابن رسلان في شرح سنن أبي داود (١٥/٦١٨) فقال: النهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من تعليمها الفساد، انتهى. وتبعه خليل أحمد السهارنفوري في بذل المجهود (١١/٦١٦). وقال علي القاري في المرقاة (٧/٢٨٨٤): يحتمل أن يكون جائزا للسلف دون الخلف لفساد النسوان في هذا الزمان، انتهى. ومثل هذا يحتاج إلى الدليل۔
وقد تأول جماعة من الشراح حديث الشفاء، فقال ابن الملك في شرح المصابيح (٥/١١٢): وهذا يدل على أن تعليم النساء الكتابة غير مكروه، أو خصت به حفصة، لأن نساءه صلى الله عليه وسلم خصصن بأشياء، قال الله تعالى: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء، وما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا تعلموهن الكتابة يحمل على نساء العامة لخوف الافتتان عليهن، انتهى. ولكن دعوى التخصيص يحتاج إلى الدليل، وقد علَّمها حفصة، فلو كان جواز الكتابة مختصة بهن لما علَّمها حفصة، ولا وجه لتخصيص التعليم بهن. وقال الطيبي في شرحه (٩/٢٩٧٢): ويحتمل الحديث وجهين آخرين: أحدهما التحضيض على تعليم الرقية وإنكار الكتابة، أي هلا علمتها ما ينفعها من الاجتناب عن عصيان الزوج، كما علمتها ما يضرها من الكتابة. وثانيهما أن يتوجه الإنكار إلى الجملتين جميعا، انتهى، ولا يخفى ما فيهما من التكلف والبعد۔
تنبيه: جاء في المنتخب من علل الخلال (ص ١٢٢): أخبرني حرب أنه قال لأبي عبد الله (يعني أحمد بن حنبل): شيء يرويه ابن المنهال من حديث يزيد بن زريع، عن معاوية بن أبي سفيان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعلموا المرأة والصبي والعبد القرآن. فأنكره، وقال: ما أنكر هذا الحديث، انتهى۔
Allah knows best
Yusuf Shabbir
28 Jumādā al-Ūlā 1444 / 23 December 2022
Approved by: Mufti Shabbir Ahmed and Mufti Muhammad Tahir