The story of the black companion from Habashah who passed away

The story of the black companion from Habashah who passed away

The story of the black companion from Ḥabashah who passed away

Question

Mufti Muḥammad Shafīʿ Ṣāḥib has quoted the following narration in Maʿārif al-Quran under Sūrah al-Nisā (69-70) from al-Muʿjam al-Kabīr:

عن ابن عمر قال: جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل، واستفهم، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت مثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعلمت مثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله وبحمده كتبت له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة، فقال رجل: كيف يهلك بعد هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل، ولو وضع على جبل لاتقله فتقوم النعمة من نعم الله فيكاد أن يستنفذ ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته، ونزلت هذه السورة: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، إلى قوله: وملكا كبيرا، قال الحبشي: وإن عيني لتريان ما ترى عيناك في الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم. فاستبكى حتى فاضت نفسه. قال ابن عمر: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده۔

What is the status of the narration?

بسم الله الرحمن الرحیم

Answer

The narration cited by Mufti Muḥammad Shafīʿ Ṣāḥib (d. 1396/1976) is transmitted in several books. According to Imam Ibn Ḥibbān (d. 354/965) and Imam Ibn al-Jawzī (d. 597/1201), the narration is invalid. Other ḥadīth experts such as Ḥāfiẓ Dhahabī (d. 748/1348) and Ḥāfiẓ Ibn Kathīr (d. 774/1373) have also expressed their reservations regarding it. Ḥāfiẓ Suyūṭī (d. 911/1505) has attempted to substantiate the narration. However, the various chains of the narration do not possess sufficient strength to corroborate each other.

هذا الحديث مروي عن ابن عمر من ثلاثة أوجه، كلها ضعيفة جدا لا تصلح أن تقوي بعضها بعضا، وإليك التفصيل:۔

فالوجه الأول: قال الطبراني في الكبير (١٣٥٩٥): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا محمد بن عمار الموصلي، ثنا عفيف بن سالم، عن أيوب بن عتبة، عن عطاء، عن ابن عمر. ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في الحلية (٣/٣١٩) ومعرفة الصحابة (١/٢٧٧). قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، تفرد به عفيف عن أيوب بن عتبة اليمامي، وكان عفيف أحد العباد والزهاد من أهل الموصل، كان الثوري يسميه الياقوتة، انتهى۔

ورواه ابن حبان في ترجمة أيوب بن عتبة من كتاب المجروحين (١/١٦٩) عن الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار، ثنا عفيف بن سالم، عن أيوب بن عتبة، وقال: وقد روي نحو هذا المتن أيضا عن عامر بن يساف عن النضر بن عبيد عن الحسن بن ذكوان عن عطاء. وقال في أول ترجمة أيوب: كان يخطىء كثيرا ويهم شديدا حتى فحش الخطأ منه. وقال: والمتن باطل لا أصل له. ووافقه ابن الجوزي في الموضوعات (٢/٤٣ و ٢٣١).

وقال الذهبي في الميزان (١/٢٩١): هذا منكر غير صحيح، انتهى. قوله غير صحيح يعني به غير ثابت كما أوضحته في بحث التوسعة على العيال يوم عاشوراء بالإنكليزية. وقال ابن كثير في التفسير (٨/٢٩٩): غريب جدا، انتهى۔

والوجه الثاني: أشار إليه ابن حبان، وهو حديث عامر بن يساف عن النضر بن عبيد عن الحسن بن ذكوان عن عطاء عن ابن عمر، رواه ابن عدي في الكامل (٦/١٥٨) مختصرا، ورواه ابن منده في معرفة الصحابة (ص ١٩٥) وذكر أوله في الصور ولم يسق متنه. وعامر بن يساف قال فيه ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات، وقال في آخر ترجمته أن حديثه هذا غير محفوظ. ثم قال: ومع ضعفه يكتب حديثه، انتهى. والحسن بن ذكوان صدوق يخطىء ورمي بالقدر وكان يدلس، كذا في التقريب (ص ١٦٠)۔

والوجه الثالث: قال ابن عساكر (٣٤/٦٤): أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، أنبأ أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات قراءة عليه، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، حدثني صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد، حدثني عبد الحميد بن حماد، حدثني سويد يعني ابن عبد العزيز، حدثني أبو عبد الله البحراني، عن الحسن بن ذكوان، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمر به. وفيه سويد بن عبد العزيز ضعيف جدا، قال البخاري: في حديثه مناكير أنكرها أحمد، وقال البخاري مرة: فيه نظر لا يحتمل، كذا في تهذيب التهذيب (٤/٢٧٧) وغيره. وعبد الحميد بن حماد البعلبكي ترجم له ابن عساكر (٣٤/٦٤) ثم الذهبي في تاريخه (٦/١١١) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا۔

وتعقب السيوطي في اللآلئ (١/٤٠٩) على ابن الجوزي بحديث ابن عساكر هذا، وقال: وجدت لأيوب متابعا، وذكره. ووافقه ابن عراق في تنزيه الشريعة (٢/٣٣)، ولكن لا يصلح حديث ابن عساكر هذا للمتابعة. فقد قال ابن الصلاح في المقدمة (ص ٨٤): اعلم أنه قد يدخل في باب المتابعة والاستشهاد رواية من لا يحتج بحديثه وحده، بل يكون معدودا في الضعفاء، وفي كتابي البخاري ومسلم جماعة من الضعفاء ذكراهم في المتابعات والشواهد، وليس كل ضعيف يصلح لذلك، ولهذا يقول الدارقطني وغيره في الضعفاء: فلان يعتبر به وفلان لا يعتبر به، انتهى. وقال ابن عبد الهادي في رسالته في الأحاديث الضعيفة التي يتداولها الفقهاء وغيرهم المطبوعة في مجموع رسائله (ص ٨٩): والأحاديث التي يحتوي عليها هذا الجزء جميعها مشترك في الضعف المانع من الاحتجاج على الانفراد، لكن بعضها يصلح للمتابعة والاستشهاد والاعتبار والاعتضاد، لأن ضعفه يسير، وبعضها لا يصلح لذلك، لشدة ضعفه أو عدم إسناده بالكلية، انتهى. وتقدم أن ابن حبان حكم ببطلان متنه۔

فائدة: ترجمت في كتابي تذكرة الأعلام السود (ص ١٠٧) للصحابي الأسود الحبشي المذكور في هذه الرواية، وكتبت فيه: لم أقف على تاريخ وفاته، قال ابن منده في معرفة الصحابة (ص ١٩٥): الأسود الحبشي، سأل النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (١/٢٧٦) وتبعه ابن الأثير في أسد الغابة (١/٢٢٥): الأسود الحبشي، الذي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور والألوان، انتهى۔

ثم نقلت الرواية وذكرت بعض الكلام المذكور مختصرا ثم كتبت: وذكر السيوطي في رفع شأن الحبشان (ص ٣٠٠) أن اسمه الأسود تبعا لما ذكره ابن منده وأبو نعيم وابن الأثير. ولم يذكر ابن الجوزي في تنوير الغبش (ص ١٤٥) اسمه، وإنما ذكر الحديث تحت عنوان: صحابي حبشي، انتهى من تذكرة الأعلام السود۔

Allah knows best

Yusuf Shabbir

13 Rajab 1443 / 15 February 2022

Approved by: Mufti Shabbir Ahmed and Mufti Muhammad Tahir