Abu Zayd Saruji is not a fictitious character

Abu Zayd Saruji is not a fictitious character

Abū Zayd al-Sarūjī is not a fictitious character

Question

I recently heard you mention that Abū Zayd al-Sarūjī who is mentioned in Maqāmāt al-Ḥarīrī is a real person, not merely a fictitious character. Please can you provide the reference for this.

بسم الله الرحمن الرحیم

Answer

Please see below. Abu Zayd al-Sarūjī is a real person who passed away after 540 Hijrī (1145 CE).

قال جمال الدين القفطي في إنباه الرواة على أنباه النحاة (٣/٢٧٦): المطهر بن سلار البصري النحوي اللغوي أبو زيد المعروف بالسروجي، صاحب أبي محمد القاسم بن علي الحريري البصري، صاحب المقامات الذي أنشأ المقامات على لسانه. كان فيه فضل وأدب، وله معرفة بالنحو واللغة [و] العربية. قرأ على أبي محمد الحريري بالبصرة، وتخرج به وروى عنه. وروى القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن المندائي الواسطي عنه ملحة الإعراب في النحو، نظم أبي محمد الحريري، وذكر أنه سمعها منه عن الحريري. وقال: قدم علينا واسطا في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة فسمعنا منه، وتوجه منها مصعدا إلى بغداد، فوصلها وأقام بها مدة يسيرة وتوفي بها، انتهى. ونقله ابن خلكان في وفيات الأعيان (٤/٦٤) في ترجمة الحريري، وذكره الذهبي في السير (١٩/٤٦٤) مختصرا۔

وقال ياقوت الحموي في معجم الأدباء (٥/٢٢٠٢): أخبرني عبد الخالق بن صالح بن علي بن زيدان المسكي المصري بها في سنة اثنتي عشرة وستمائة في صفر قال: حدثنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي البندهي، قال: وكان يكتب هو بخطه الفنجديهي، قال: وهي قرية من قرى مرو الشاهجان، قال: سمعت الشيخ الثقة أبا بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد النقور البزاز ببغداد يقول: سمعت الرئيس أبا محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري صاحب المقامات يقول: أبو زيد السروجي كان شيخا شحاذا بليغا ومكديا (من الكدية، وهو سؤال الناس) فصيحا، ورد علينا البصرة فوقف يوما في مسجد بني حرام فسلم ثم سأل الناس. وكان بعض الولاة حاضرا والمسجد غاص بالفضلاء، فأعجبتهم فصاحته وحسن صياغة كلامه وملاحته، وذكر أسر الروم ولده، كما ذكرناه في المقامة الحرامية وهي الثامنة والأربعون. قال: واجتمع عندي عشية ذلك اليوم جماعة من فضلاء البصرة وعلمائها، فحكيت لهم ما شاهدت من ذلك السائل وسمعت من لطافة عبارته في تحصيل مراده، وظرافة إشارته في تسهيل إيراده، فحكى كل واحد من جلسائه أنه شاهد من هذا السائل في مسجده مثل ما شاهدت، وأنه سمع منه في معنى آخر فصلا أحسن مما سمعت، وكان يغير في كل مسجد زيه وشكله، ويظهر في فنون الحيلة فضله، فتعجبوا من جريانه في ميدانه، وتصرفه في تلونه وإحسانه، فأنشأت المقامة الحرامية ثم بنيت عليها سائر المقامات وكانت أول شيء صنعته. قال المؤلف: وذكر ابن الجوزي في تاريخه (مرآة الزمان ٢٠/٣٠٦) مثل هذه الحكاية. وزاد فيها أن ابن الحريري عرض المقامة الحرامية على أنوشروان بن خالد وزير السلطان فاستحسنها، وأمره أن يضيف إليها ما يشاكلها، فأتمها خمسين مقامة۔

حدثني من أثق به أن الحريري لما صنع المقامة الحرامية وتعانى الكتابة فأتقنها وخالط الكتّاب أصعد إلى بغداد، فدخل يوما إلى ديوان السلطان وهو منغص بذوي الفضل والبلاغة محتفل بأهل الكفاية والبراعة، وقد بلغهم ورود ابن الحريري، إلا أنهم لم يعرفوا فضله، ولا اشتهر بينهم بلاغته ونبله، فقال له بعض الكتاب: أيّ شيء تتعانى من صناعة الكتابة حتى نباحثك فيه؟ فأخذ بيده قلما وقال: كل ما يتعلق بهذا، وأشار إلى القلم. فقيل له: هذه دعوى عظيمة. فقال: امتحنوا تخبروا. فسأله كل واحد عما يعتقد في نفسه إتقانه من أنواع الكتابة، فأجاب عن الجميع أحسن جواب، وخاطبهم بأتم خطاب حتى بهرهم. فانتهى خبره إلى الوزير أنوشروان بن خالد فأدخله عليه، ومال بكليته إليه، وأكرمه وأدناه. فتحادثا يوما في مجلسه حتى انتهى الحديث إلى ذكر أبي زيد السروجي المقدم ذكره، وأورد ابن الحريري المقامة الحرامية التي عملها فيه، فاستحسنها أنوشروان جدا وقال: ينبغي أن يضاف إلى هذه أمثالها، وينسج على منوالها عدة من أشكالها. فقال: أفعل ذلك مع رجوعي إلى البصرة وتجمع خاطري بها. ثم انحدر إلى البصرة فصنع أربعين مقامة، ثم أصعد إلى بغداد وهي معه وعرضها على أنوشروان فاستحسنها، وتداولها الناس. واتهمه من يحسده بأن قال: ليست هذه من عمله، لأنها لا تناسب رسائله ولا تشاكل ألفاظه، وقالوا: هذا من صناعة رجل كان استضاف به ومات عنده فادعاها لنفسه. وقال آخرون: بل العرب أخذت بعض القوافل، وكان مما أخذ جراب بعض المغاربة وباعه العرب بالبصرة، فاشتراه ابن الحريري وادعاه، فان كان صادقا في أنها من عمله فليصنع مقامة أخرى. فقال: نعم سأصنع. وجلس في منزله ببغداد أربعين يوما فلم يتهيأ له ترتيب كلمتين والجمع بين لفظتين، وسوّد كثيرا من الكاغد فلم يصنع شيئا. فعاد إلى البصرة والناس يقعون فيه ويعيطون في قفاه كما تقول العامة. فما غاب عنهم إلا مديدة حتى عمل عشر مقامات وأضافها إلى تلك، وأصعد بها إلى بغداد، فحينئذ بان فضله وعلموا أنها من عمله۔

وقال ياقوت الحموي (٥/٢٢٠٧): حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد بن الدبيثي قال: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن جابر بن زهير يقول: سمعت أبي أبا الفضل جابر بن زهير يقول: كنت عند أبي محمد القاسم بن الحريري البصري بالمشان أقرأ عليه المقامات، فبلغه أن صاحبه أبا زيد المطهر بن سلام البصري الذي عمل المقامات عنه قد شرب مسكرا، فكتب إليه وأنشدناه لنفسه:۔

أبا زيد اعلم أن من شرب الطلا ، تدنّس فافهم سرّ قولي المهذب

ومن قبل سميت المطهّر والفتى ، يصدّق بالأفعال تسمية الأب

فلا تحسها كيما تكون مطهرا ، والا فغيّر ذلك الاسم واشرب

قال: فلما بلغه الأبيات أقبل حافيا إلى الشيخ أبي محمد وبيده مصحف، فأقسم به ألا يعود إلى شرب مسكر. فقال له الشيخ: ولا تحاضر من يشرب، انتهى كلام ياقوت الحموي۔

والقصة التي نقلها ابن النقور، ذكره الذهبي في السير (١٩/٤٦٢) مختصرا. ثم قال: اشتهرت المقامات، وأعجبت وزير المسترشد شرف الدين أنوشروان القاشاني، فأشار عليه بإتمامها، وهو القائل في الخطبة: فأشار من إشارته حكم وطاعته غنم. وأما تسميته الراوي لها بالحارث بن همام، فعنى بها نفسه أخذا بما ورد في الحديث: كلكم حارث، وكلكم همام. فالحارث: الكاسب، والهمام: الكثير الاهتمام، فقصد الصفة فيهما، لا العلمية. وبنو حرام: بحاء مفتوحة وراء، والمشان بالفتح: بليدة فوق البصرة معروفة بالوخم، انتهى۔

وقال ابن كثير في البداية والنهاية (١٢/١٩٢): قيل: إن أبا زيد والحارث بن همام لا وجود لهما، وإنما جعل هذه المقامات من باب الأمثال. ومنهم من يقول: أبو زيد بن سلام السروجي كان له وجود، وكان فاضلا، وله علم ومعرفة باللغة، فالله أعلم. وذكر ابن خلكان أن أبا زيد كان اسمه المطهر بن سلام، وكان بصريا فاضلا في النحو واللغة، وكان يشتغل عليه الحريري بالبصرة، وأما الحارث بن همام فإنه غنى بنفسه، لما جاء في الحديث كلكم حارث وكلكم همام. كذا قال ابن خلكان. وإنما اللفظ المحفوظ: أصدق الأسماء حارث وهمام، لأن كل أحد إما حارث وهو الفاعل، أو همام من الهمة وهو العزم والخاطر. وذكر أن أول مقامة عملها الثامنة والأربعون وهي الحرامية، وكان سببها أنه دخل عليهم في مسجد البصرة رجل ذو طمرين فصيح اللسان، فاستسموه فقال: أبو زيد السروجي. فعمل فيه هذه المقامة، فأشار عليه وزير الخليفة المسترشد جلال الدين عميد الدولة أبو علي الحسن بن أبى المعز بن صدقة، أن يكمل عليها تمام خمسين مقامة. قال ابن خلكان: كذا رأيته في نسخة بخط المصنف على حاشيتها، وهو أصح من قول من قال: إنه الوزير شرف الدين أبو نصر أنوشروان بن محمد بن خالد بن محمد القاشاني، وهو وزير المسترشد أيضا، انتهى. وهذا لفظ ابن خلكان في وفيات الأعيان (٤/٦٤): ثم رأيت في بعض شهور سنة ست وخمسين وستمائة بالقاهرة المحروسة نسخة مقامات وجميعها بخط مصنفها الحريري، وقد كتب بخطه أيضا على ظهرها: إنه صنفها للوزير جلال الدين عميد الدولة أبي علي الحسن بن أبي العز علي بن صدقة وزير المسترشد أيضا، ولا شك أن هذا أصح من الرواية الأولى لكونه بخط المصنف، انتهى۔

أما نسبة السروجي فقال السمعاني في الأنساب (٧/١٢٧): السروجي: بفتح السين المهملة وضم الراء وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بلدة يقال لها سروج، وهي بنواحي حران من بلاد الجزيرة. وذكر من أهلها أبا زيد، قال: أبو زيد السروجي الذي نسب أبو محمد القاسم بن على الحريري مقاماته إليه منها، انتهى. وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان (٣/٢١٦): سروج: فعول، بفتح أوله، من السرج، وهو من أبنية المبالغة. وهي بلدة قريبة من حران من ديار مضر. قالوا: طول سروج اثنتان وستون درجة ونصف وثلث، وعرضها ست وثلاثون درجة. غلب عياض بن غنم على أرضها ثم فتحها صلحا على مثل صلح الرها في سنة ١٧ في أيام عمر رضي الله عنه، وهي التي يعيد الحريري في ذكرها ويبدي في مقاماته، انتهى. قلت: وهي اليوم في جنوب تركيا قريبا من حدود سوريا، وتسمى: (Suruç)۔

وأما وفاته فقال ابن خلكان بعد نقل كلام القفطي: وكذا ذكره السمعاني في الذيل والعماد في الخريدة وقال: لقبه فخر الدين، وتولى صدرية المشان، ومات بها بعد سنة أربعين وخمسمائة، كذا ورد في نسخة من وفيات الأعيان (٤/٦٥)۔

Allah knows best

Yusuf Shabbir

20 Muḥarram 1440 / 30 September 2018

Approved by: Mufti Shabbir Ahmed and Mufti Muhammad Tahir